عرف العالم الكتابة منذ الآلاف السنين على يد فراعنة مصر الذين ابتكروا الأبجدية الهيروغليفية ومن يومها والبشر يقومون بالكتابة والقراءة ، وقديما كانت الكتابات عبارة عن مخطوطات ثم تطورت ليظهر الكتاب الذى كان ينشر عن طريق النسخ اليدوى ، ثم حدثت ثورة فى مجال نشر الكتب فى القرن الخامس عشر باختراع الألماني يوهان غوتنبرج لآلة الطباعة ، ومنذ القرن الخامس عشر إلى الآن لم يتغير الكثير فى مجال نشر الكتب ، فطریقة النشر منذ القرن الخامس عشر ھي في أساسھا تلك المستخدمة الیوم ، ألا أننا فى السنوات القليلة الماضية لاحظنا تغيرا فى الأمر خاصة مع ظهور ما يعرف بالكتاب الإلكتروني .[/SIZE][/FONT]
الكتاب الالكترونى : مصطلح يستخدم لوصف نص مشابه للكتاب ولكن في شكل رقمي ، وذلك ليُعرض على شاشة رقمية ، إذا فالكتاب الإلكتروني هو صيغة رقمية لنص مكتوب. بدات فكرة الكتاب الإلكتروني عندما قام مایكل ھارت الذي أنشأ عام 1971 مشروع غوتنبرغ حیث يتم فیھ نشر جمیع الكتب ذات الملكیة العامة بصورة إلكترونیة على الإنترنت لتمكین الجمیع من الحصول على أمھات الكتب من مختلف العصور مجاناً ، و أول مؤلف نشر كتاباً إلكترونیاً كان ستیفین كنغ عندما نشر كتابھ Riding the Bullet عام 2000 ، وبعد 42 ساعة من نشر الكتاب، قام أكثر من 400 ألف شخص بشراء وتنزیل الكتاب بسعر دولارين ونصف .
- الإنترنت و الكتب الإلكترونية :
-
وقد أحدثت الإنترنت في صناعة التأليف والكتب والنشر تأثيرات تختلف كثيرا عما أحدثته في العديد من الصناعات الأخرى ، لأن تأثيرها في هذا القطاع تجاوز المنافسة على الحدود في المكسب والخسارة إلى مرحلة تهديد الوجود ، ومن الآخر من الساحة ، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الإنترنت تخوض هذه المعركة من موقع لا يخاف الخسارة ولا يقلق على المصير ، ويمسك بزمام المبادرة ، فهي التي تبدع وتطلق التهديدات وتفرض أشكالا جديدة منن المنافسة على الطرف الأخر ، يساعدها في ذلك انتشار الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية وأجهزة قراءة الكتب الالكترونية مثل كيندل وسوني ريدر ونوك ، وغيرها من الظروف التي جعلت مبيعات الكتب الالكترونية تتفوق على المطبوعة للمرة الأولى في التاريخ في مؤشر على عصر جديد من الانترنت .
ففي مايو الماضي قالت شركة أمازون للتجارة الالكترونية أنها تبيع الآن الكتب الإلكترونية بكميات وأعداد أكبر من المطبوعة ، رغم أنها بدأت تبيع الكتب الإلكترونية منذ أقل من أربع سنوات ، وذلك في إشارة إلى حدوث تحول جذري في اهتمامات الناس وإقبالهم على الكتب الالكترونية التي بدأت تهيمن على الساحة.
وقالت الشركة فى شهر أبريل الماضي أنها كانت تبيع 105 كتب الكترونية لكل 100 كتاب مطبوع ، في الولايات المتحدة وفى بريطانيا أصبحت تبيع 242 كتابا الكترونيا مقابل 100 كتاب ورقى ، وتشمل الكتب المطبوعة تلك التي لا توجد منها كتب الكترونيا ، وتستثنى المقارنة الكتب الالكترونية المجانية التي ستوسع الفجوة بين الكتب الالكترونية والمطبوعة إلى ابعد من ذلك إذا تم تضمينها. وقلات أمازون إن مبيعات الكتب الالكترونية الآن ثلاثة أضعاف مبيعاتها منذ عام واحد فقط.
ويذكر أن أمازون بدأت نشاطها التجاري عام 1995 كمتجر الكتروني لبيع الكتب الورقية ، لكنها توسعت لبيع آلاف المنتجات فبدأت تبيع كل شئ من أقراص الدى في دى إلى ملابس الأطفال !
وقد شهد نشاط الشركة في مجال الكتب الالكترونية نموا مطلقا منذ إطلاق جهاز كيندل لقراءة الكتب الالكترونية،حيث تخطط مبيعات الكتب الالكترونية مثيلتها في الكتب الورقية بعد ستة أشهر فقط.
ويقول الخبراء أن كل كتاب الكتروني يباع يشكل خسارة لمتاجر الكتب الورقية ، حيث تصل أسعار بعض الكتب الالكترونية أقل من دولار. القضية برمتها تتمحور حول ما يمكن أن تقدمه الكتب الالكترونية من مزايا، وما يواجهها من عيوب ونقاط ضعف ، على اعتبار أن للكتاب المطبوع تراثا طويلا وخبره عميقة مع قارئه والكل يعرف ما يقدمه من مزايا الألفة والسهولة والقراءة الصحية - من باب الحفاظ على الصحة - ورغبة الاقتناء إلى غير ذلك.
في محور المعرفة تتقدم الكتب الالكترونية مستعرضة العديد من المزايا التي وفرتها لها التحسينات المتتالية في تكنولوجيا الكتب الالكترونية، وأجهزة قراءة الكتب الالكترونية أسهل في الاستخدام والتعامل والحصول على المعلومات التي تريدها وتحتاجها ، وفى كل يوم تظهر تقنيات جديدة ، التقنية الحالية هي التي تجعل من تجربة القراءة بالكتب الالكترونية متعه لا تضاهيها الكتب المطبوعة.
- مزايا الكتب الإلكترونية :
- سهولة النقل : لايستطيع المرء بما يريد قراءته أثناء السفر أو في المواصلات العامة ، فربما تريد قراءة رواية بوليسيه أو مجله أدبيه أو رواية رومانسيه أو أي كتاب وبدلا من اصطحاب كل هذه الكتب معك وهو ما يشكل عبئا في الحمل أو اصطحاب كتاب معين ربما تمل منه ، يشكل القارىء الإلكتروني مكتبة شاملة تحتوى على العشرات من الكتب التي تريدها واختيار أيا منها وقتما تريد. كما تمكنك هذه الأجهزة من شراء الكتب الجديدة بسهوله كاملة بضغطة زر أو نقره على الماوس.
- الملاءمة : تقدم أجهزة الكتب الالكترونية في الوقت الحالى العديد من المزايا التي لتتوفر في الإصدارات أو الأجيال السابقة .على سبيل المثال ، تتمتع العديد من أجهزة الكتب الالكترونية الآن بالإمكانيات اللاسلكية ،التي تتيح تنزيل الجريدة المحلية أو قراءة المدونات والمجلات حول العالم بدون أي رسوم تنزيل ، ومن ثم يمكنك قراءة أي كتاب في مكان به تغطية لاسلكية بتكنولوجيا الواى فاى . تتميز أجهزة القراءة الالكترونية بخفة الوزن ويمكنها أن تحتوى على مئات الكتب بخلاف الكتب الورقية التي تكون عادة ثقيلة الوزن وتشغل حيزا ومساحه كبيره في تخزينها وتحتاج إلى مجهود في ترتيبها وتنظيفها من الأتربة.
- تعدد الاختيارات : تقدم متاجر الكتب الالكترونية الملايين من الاختيارات،وهناك الملايين من الكتب المتاحة للتنزيل عبر الإنترنت.تتيح العديد من متاجر الكتب الالكترونية تنزيل مجاني لكي تتأكد من صحة اختيارك للكتاب المناسب ، ويبدو الأمر مثل السير في مكتبة وقراءة بعض الصفحات القليلة في أي كتاب يحوز على إعجابك. وإذا لم يعجبك ليس من الضروري أن تشتريه ، وبعض أجهزة قراءة الكتب الالكترونية تتيح لك مشاركة بعض الكتب مع الأسرة والأصدقاء .
- تعدد الوظائف : تتمتع أجهزة قراءة الكتب الالكترونية بخصائص وإمكانيات كثيرة تجعل القراءة أسهل من ذي قبل ، مثل إمكانيات تحويل النصوص إلى كلام منطوق ، حيث تتيح لك هذه الإمكانيات الاستماع إلى الكتب التي تشتريها أثناء قراءتها عاليا بواسطة الجهاز ، وهى خاصية مفيدة للغاية للمكفوفين ، وهى بالطبع ليست متاحة لكل الكتب وكل الأجهزة. من الإمكانيات الأخرى القدرة على تكبير الصفحات والنصوص ، وهى خاصية مفيدة في المناطق غير المضاءة جيدا أو للأفراد الذين يفضلون قراءة النصوص الكبيرة ، كما تتيح أجهزة قراءة الكتب الالكترونية بسهولة تصفح الكتب والمراجعات الضخمة والبحث عن معلومة أو كلمه معينة .
-
- الحفاظ على البيئة : من الواضح أن الكتب الالكترونية تحافظ على البيئة حيث أنقذت آلاف الأشجار لتحويلها إلى ورق مطبوع فالكتب المطبوعة تستهلك العديد من الموارد خلال عملية الطباعة ، بدءا من الكهرباء والبترول لتشغيل ماكينات الطباعة إلى الكتب التي يتم إلقاؤها في سلة المهملات إذا لم تحقق المبيعات الخاصة !
- انخفاض الأسعار : بخلاف الكتب الورقية غالية الثمن ، تتميز الكتب الالكترونية بانخفاض السعر وسهولة الحصول عليه في غضون ثوان قليله من الشراء بخلاف الكتب التي تستغرق عدة أيام في شحنها بالبريد حسب المسافة. وبالنسبة للباحثين عن الكتب المجانية يمكنهم قراءة أي كتب على أي جهاز متصل بالانترنت ويحتوى على متصفح ويب.
في الجانب المقابل من المعركة يستميت صناع الكتب الورقي في التركيز على إبراز عيوب الكتب الالكترونية ، حتى أن بعض الناشرين لا يرغبون في نشر كتبهم الكترونيا ، فضلا عن ذلك لا يرتاح كل فرد في القراءة من الشاشة ، فبعضهم يشعر بالألم والبعض الآخر قد يصاب بألم فى العين أو الصداع من النظر إلى شاشة الحاسب أو الهاتف لساعات .
- القرصنة الإلكترونیة : هناك قوانين القرصنة التي تسبب مخاوف على حقوق النسخ والنشر والملكية ، فالكتب الالكترونية يسهل نسخها وتوزيعها وتبادلها بخلاف الكتب المطبوعة ، وتشير التقارير إلى أن 60 % من الكتب الإلكترونية السائدة في السوق اليوم هي كتب مقرصنة ، وهذا يعني أن عالم الكتب الإلكترونية بحاجة إلى قوانين وإجراءات إلكترونية عالمية تنظم بيعها حالها حال الكتب الورقية ، وإلا فإن القرصنة ستزحف على الكتاب الإلكتروني كما زحفت على برامج الكومبيوتر و الأفلام و الموسيقى ، ونتيجة هذا أصبحت صناعة الأقلام و الموسيقى مهددة وتعاني خستئر فادحة. لكن الجدير بالذكر أن هناك ثمة تقنيات جديدة تحد من عملية قرصنة الكتب الإلكترونية مثل : وضع حد معين لعملية نسخ الكتاب أكثر من مرة وغيرها من التقنيات .
- ارتفاع أسعار القارئات و الأجهزة اللوحية : فعلى الرغم من رواجها إلا أن أسعاراها مازالت مرتفعة إلى الآن ، وهذ مشكلة ستختفى حتما فى المستقبل خاصة مع المنافسة السرشة فى سوق القارئات الإلكترونية أو الحاسبات اللوحية ، ولا ننسى طبعا أننه يمكننا قراءة الكتب الإلكترونية على الحاسب المكتبي أو الهاتف الذكي .
- التعود على الكتاب الورقي : الشريحة الواسعة من القراء – وخاصة كبار السن – تتمسك بالكتاب الورقى التقليدى ، وترى فى استخدام الكتب الإلكترونية خروجا عن الوضع المألوف بين القارىء و الكتاب ، فالكتاب الورقي متجذر فى المجتمعات بحكم تاريخه الطويل .
ثمة حقائق بدأت تفرض نفسها على ساحة هذه المعركة يمكن تلخيصها فيما يلي:
- رغم أن مفهوم الكتاب الالكتروني معروف منذ السبعينات عندما بدأ مشروع جوتنبرج في جامعة الينوا ، لكن الكتاب الالكتروني كما نعرفه الآن لم يصبح اتجاها سائدا إلا بعد ظهور أجهزة القراءة المحمولة مثل كيندل الذي ابتكرته شركة أمازون في عام 2007. وأدت ثورة الكتب الالكترونية إلى تغييرات جوهرية في صناعة النشر رغم أنها لم تحل محل الكتب المطبوعة بشكل كامل . وكان للإنترنت دور كبير في ازدهار انتشار الكتب الالكترونية.
- كانت القدرة على شراء وبدء قراءة لأي كتاب جديد بصورة لحظية ميزة كبيرة لا تستطيع متاجر الكتب التقليدية مضاهاتها ما لم تحتضن الصيغة الرقمية. وفى محاولة لمجاراة موجة الكتب الالكترونية تقدم العديد من متاجر الكتب التقليدية الآن الكتب الالكترونية من خلال مواقعها التجارية ، وكان لذلك تأثير جوهري على نموذج أعمالها. تقدم شركة بارنز آند نوبل على سبيل المثال أكثر من مليون كتاب تضاهى النسخ الورقية وأحيانا تزيد عليها ويمكن قراءة هذه الكتب على جهاز نوك Nook الذي طورته الشركة لينافس جهاز كيندل.
- لم تتجه متاجر الكتب المطبوعة إلى التكنولوجيا الرقمية إلا بعد أن تكبدت بخسائر فادحة ، فمثلا وصلت خسائر متاجر بارنز آند نوبل إلى 63 مليون دولار في الربع الثالث من 2010 ولهذا استثمرت الشركة بكثافة في التكنولوجيا الرقمية ، بعد أن كادت تشهر إفلاسها بسبب عدم قدرتها على منافسة أمازون في بيع الكتب الالكترونية.
- تأثير الإنترنت على القراءة :
بين المزايا والعيوب : يقول بعض الخبراء أن الناس يقرأون أقل ما سبق. وهو أمر صحيح ولكن بصورة نسبية على الأقل لأشكال معينه من الكتابة ، ولكن في حقيقة الأمر قد تدهش من حجم ما تقرأه على الانترنت في مواقع الشبكات الاجتماعية والمدونات والمنتديات والأخبار ورسائل البريد الالكتروني فضلا عن الدردشة الفورية. فلم تعد القراءة قاصر على المواد المطبوعة كالروايات والكتب المدرسية والمراجع والمجلات والدوريات والمقالات والقصائد والقصص القصيرة ، بل انتقلت إلى وسيط جديد هو الانترنت حيث أصبحت كل هذه المطبوعات متاحة بصورة الكترونية ورقمية .
- متاجر الكتب الالكترونية على الإنترنت :
تعد أمازون هي أشهر متجر للكتب الالكترونية في العالم، ولكنها ليست الوحيدة فهناك العديد من متاجر الكتب الالكترونية منها: • متجر Google eBook store للكتب الالكترونية
• متجر كيندل Amazon kindle للكتب الإلكترونية
• متجر بارنز آند نوبل للكتب الإلكترونية
• متجر سوني ريدر Sony Reader Store للكتب الإلكترونية
• متجر eharlequin للكتب الإلكترونية
• متجر تايلور آند فرانسيس Taylor Francis eBook store للكتب الإلكترونية [FONT=Times New Roman][SIZE=4]
• متجر Books on Board للكتب الإلكترونية